كبدانة تودع ابنا من أبنائها البررة سيدي محمد البالي
ودعت كبدانة في الآونة الآخيرة أحد أبنائها البررة سيدي محمد البالي.
من الرجال الآجلاء وأحد الغيريون على قبيلتهم كبدانة.
رحل سيدي محمد في صمت رهيب وذلك بما يليق بمقامه بين سكان قبيلة كبدانة وعائلته التي قامت بواجبها في تكريمه وتوديعه الى مثواه الآخير. بما كان يتمتع به من كرم واحسان وحسن المعاملة النادرة وبقائه طيلة حياته مخلصا لمبائه وأخلاقه الكريمة سهر ليلا نهارا وأجفانه هاجعة لا تنام وذلك في خدمة رجال البحر وخاصة الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
دون أن يسمع لنفسه بالنزل والتملق لآي جهة كانت .
حقا لكل واحد أن يعرف خصال لسيدي محمد البالي ولقد كون نفسه تكوينا سريعا أعانه عليه ما أتاه الله من ذكاء وبديهة وذلك كان مؤهلا لمنصب يصعب على أي أحد توليه. وتفانية لعمله ومخصلا لمهنته التي تحمل مسؤوليتها وأدائها على أحسن ما يرام بكل شجاعة وجرءة. وذلك في خدمة الشعب والوطن في وسط البحار. كان صريحا دائما في اجتماعاته.
فسيدي محمد البالي المولود بكبدانة سنة 1938 اقليم الناظور تابع دراسته الآولية في مسقط رأسه بلهدارة وتتلمذ على العديد من العلماء الآجلاء. ثم التحق بالمدرسة الاسبانية أيام الحماية بعدما أن تخرج منها وحصل على شهادة بميزة ممتاز ثم انتقل الى المدرسة العليا بمدريد وتخرج منها اطارا عاليا وتحصل على ديبلوم في عالم البحار. وكان واضبا في عمله دون أن ينسى أبناء قبيلته وأسدى لهم الكثير وذلك في خفاء وبالتالي لا يثنيه أحد عن ذلك عن مواصلة السير في هذا الاتجاه المحمود وكان محبوبا بمحبته العظيمة واحترامه الكبير لكل كبير وصغير وخاصة من عاصرهم في حياته. حيث استمر على هذا النهج طيلة حياته وكان يلقب بأب الفقراء فهو دائم الحضور معهم فكم من واس من يتيم وكم ساعد من مريض وهو يتألم من أوجاعه. حتى أصبح البعيد والقريب ينهج بحبه له. والداعي الى الخير الآعظم وتنويرا للعامة والخاصة. ارتأينا بفضل الله تعالى تسطتير هذه النبذة الموجزة عن سيدي محمد البالي الذي فقدناه.
فانا كنا فقدنا سيدي محمد البالي فاننا فقدنا ذلك الرجل المتميز من مبادئه وأخلاقه وخصاله الحميدة واحسانه.
فاننا كنا نبكيه فاننا نبكي كلامه الطيب وصراحته التي لا تمل ولا تخاف لوما فاننا نرثي استاذا جليلا عرف كيف يغزو القلوب وتسمع كلمته فعاش هموم الفقراء والمساكين وأخلص اليهم وكرس حياته للعمل الصالح فبلغ ونصح وأرشد ووعظ فأسكت بلسانه السنة والزور.
فرحم الله سيدي محمد البالي بعد معاناة مريرة مع المرض. وعقب نبأ الفاجعة الذي خلف عميق الحزن والآسى في نفوس من يعرف الفقيد في كل كبيرة وصغيرة فوداعا يا سيدي محمد البالي فنطلب من الله العلي القدير أن يكون الرسول جاركم في الجنة .
نتضرع الى الله العلي القدير أن يشمل الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان ونسأل الباري جل جلاله أن يمد الزميل الصحفي والشاعر صالح الحوري أخ الفقيد اثر قضاء الله الذي اختار الفقيد الى جوار ربه( اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون).
صدق الله العظيم.
عن الكاتب أسم الكاتب
فقرة عن الكاتب
